قافلة سيد القراء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قافلة سيد القراء

أهلاً بك في منتـــــــــــــدى قافلة سيّد القرّاء .
 
الرئيسيةأخبارأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حالة الأطفال المشردين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الكساندر الأبيض

الكساندر الأبيض


عدد المساهمات : 26
نقاط : 5388
تاريخ التسجيل : 31/10/2009
العمر : 63
الموقع : نجران - حي البلد

حالة الأطفال المشردين Empty
مُساهمةموضوع: حالة الأطفال المشردين   حالة الأطفال المشردين Icon_minitime05.11.09 15:28

كتبهاالمنظمة العراقية للمتابعة والرصد(معمر)/ الرصد العراقي ، في 30 تشرين الثاني 2007 الساعة: 12:00 م



هؤلاء ضحايا الاحتلال الاميركي وحكومة العار الشيعية العميلة الصفوية.



كل يوم يجمعنا في خرابة مهجورة علي أطراف المدينة ويرمي لنا القليل من الخبر وبعض الخضراوات ويغلق علينا الباب حتي يطل علينا في الصباح الباكر ليفرقنا مرة أخرى علي ساحات المدينة وشوارعها، وبعد أذان المغرب يأتي من جديد ليجمعنا في سيارة بيك آب ويرمينا مرة أخري في هذه الخرابة .هذا ما قاله حسام (12 سنة) وهو يحاول أن يجيب علي سؤالي الذي فاجأته به عن سبب بقائه في الشارع حتي المساء علي الرغم من برودة الجو.

وأضاف حسام: أين أذهب إذا هربت منه أنا وبقية الأطفال؟ فليس لنا بيت ولا أهل.

لا يمثل حسام، المولود في أغني المدن العراقية إذا لم تكن أغني مدن المنطقة، شريحة قليلة في شوارع مدينة البصرة، فكلما مشيت في أي شارع من شوارعها تجد من يمسك طرف قميصك ليقول لك: الله يخليك أريد آكل، الكلمة التي بدأ الناس بالتذمر منها، فما ان تدخل إلي مطعم أو مقهي أو عيادة طبيب حتي يبدأ عدد من الأطفال بالتقرب إليك والدعوة لله لكي يحفظ أطفالك ويرزقك.

يمشون علي الذهب ويأكلون النفايات

تشكل ظاهرة أطفال الشوارع حدثاً خطيراً تشهده مدينة البصرة، فبعدما كانت هذه المدينة مورداً لسكانها وسكان جميع المناطق المجاورة لها، حتي بدأنا نسمع بالمثل الذي شاع في كل مناطق العراق (قد تكون غريباً في أي مكان إلا في البصرة) لأنها المدينة الوحيدة التي لم يدخلها غريب إلا واستُقبِل بحفاوة كبيرة ليجد عملاً لا يحلم به أي شخص يعيش خارج هذه المدينة، بدأ أهلها بالهرب منها لعدم وجود ما يقوّتهم وسط الفوضي التي عمَّت كل شيء، فلا الموانئ التي كانت محطة أشهر السفن البحرية تستقبلهم، ولا شركات النفط تضع رحالها في هذه الأرصفة المحروقة ولا السوق التي كانت مورداً لجميع البضائع يمكن أن تستقبلهم.

في ظل هذه الأوضاع بدأت ظاهرة أطفال الشوارع بالاتساع، فهذا طفل يبيع الموز في تقاطعات شوارعها، وهذا طفل يمسح الأحذية حتي يتمكن من أن يستعطفك لتعطيه شيئاً ما، وتلك تضع عباءة علي رأسها لا يتجاوز طولها المتر الواحد حتي تستطيع استعطافك من أجل ربع دينار واحد.

فضلا عن العوائل التي بدأت بإيجار أطفالها مقابل مبلغ عشرة آلاف دينار في اليوم الواحد لكي تأخذه إحداهن وتدور فيه شوارع المدينة للبحث عمن يعطيها الصدقة.

للحروب أنياب غير الرصاص

تؤكد الباحثة الاجتماعية ندي محمد حسن ان ظاهرة أطفال الشوارع ليست جديدة في العراق فحسب، بل إنها تنتج مباشرة بعد الحروب المستمرة في أي بلد في العالم: تأخذ مشكلة أطفال الشوارع بعداً مؤثراً علي مستوي الفرد والأسرة والمجتمع وهي ظاهرة عالمية ارتبطت جذورها بتردي النواحي الاقتصادية والثقافية. وأخذت في العراق بعداً كبيراً بعد التغييرات التي طرأت علي المجتمع العراقي وما رافقها من آثار بسبب الحروب المتتالية والحصار الذي دام لثلاثة عشر عاما والعنف والإرهاب والتهجير، فألقت بظلالها علي الأطفال في كل نواحي الحياة ودفعتهم إلي العمل في الشارع ساعات مضنية معرضين لمخاطر تهدد براءتهم وكرامتهم تحت ضغوط من العنف والفقر مع سوق مفتوح من الحاجات لا يمكن للأسرة تأمينها.

وبغياب دور الأسرة الحامي والمسيطر أخذت مشكلة أطفال الشوارع بالنمو لتصبح بحجم الظاهرة الموجودة في مدينة البصرة مثلاً والتي تهدد مستقبل الطفولة.

وأشارت ندي محمد حسن إلي عدم وجود إحصائية حالية بعدد أطفال الشوارع في مدينة البصرة، إلا أننا استطعنا من خلال المسوحات الميدانية أن ندرك مدي المخاطر التي يواجهها هؤلاء الأطفال وهم يعملون أو يعيشون في الشارع، فقد وصل الأمر إلي استغلالهم جنسياً بشكل مستمر وهناك عصابات تطاردهم بشكل يومي لاستغلالهم جنسياً، فوجدنا أن 75 من الفتيات و25 من الأولاد يعانون من الاستغلال الجنسي . وأضافت الباحثة أن هناك فتيات في الشارع اقل من 15 سنة وهن لا يعرفن معني الزواج أو الجنس والكثير منهن حملن وأنجبن أطفالاً ومن ثم سوف يولد هؤلاء الأطفال في الشارع أيضاً وسوف يعانون ما عانت منه أمهاتهم ، وفضلا عن الاستغلال الجنسي لمس الباحثون الاجتماعيون توجه أطفال الشوارع بشكل عام إلي الإدمان وقد تفوق نسبة الأولاد في هذه النسبة علي البنات إلا أن هذا الأمر يشكل خطورة علي المجتمع بشكل عام بحسب قولهم: تبدأ عملية الإدمان بـ التنر والبنزين والسيكوتين من خلال استنشاق هذه المواد الخطرة ومن ثم يتجه هؤلاء الأطفال إلي الحبوب المسكرة والمخدرة كالآرتين والفاليوم أو ما يعرف لدي العامة بـ الكبسلة وهذا يدفعهم إلي الانغماس بالمخدرات الأخري كالحشيشة والهيرويين.

وحاول الدكتور عقيل الصباغ اختصاصي الأمراض النفسية والعصبية في دائرة صحة البصرة حصر الأسباب التي تدفع هؤلاء الأطفال إلي الشوارع بدل أن يكون لهم بيت يؤويهم بقوله: بإمكاننا حصر اسم أطفال الشوارع علي حضور الأطفال (بين الخامسة والخامسة عشر من عمرهم) خارج أسرهم، لأسباب كثيرة قد تبدو البطالة أول وأهم هذه الأسباب، فالكثير من الأطفال يخرجون من بيوتهم من أجل الحصول علي القوت اليومي بالدرجة الرئيسية ومن ثم تتطور هذه الحالة حتي تصبح مهنة دائمة لهم كالجدية أو السرقة أو استغلال الناس بشكل من الأشكال .

وأكد الدكتور الصباغ أن أهم الأسباب التي تؤدي إلي خروج الأطفال من بيوتهم تتعلق بالعائلة والمجتمع، فالتفكك الأسري وقسوة الوالدين وعدم وجود الحنان من قبلهما أو افتراق الأب عن الأم من خلال الطلاق أو السفر تؤدي إلي انحلال هذه الأسرة وبالتالي هرب الأطفال من هذه البيئة المربكة. وفي بعض الأحيان قد يعاني الأب من الاضطرابات الشخصية أو احد الأمراض النفسية أو الإدمان وهذا يعد موجهاً حقيقياً إليهم للهرب من هذه الأسرة ومحاولة للحصول علي المورد السهل، والبحث عن بدائل يعتقدون أنها قد تكون موجودة في الشارع.

مشيراً إلي أنه: بحسب الإحصائيات التي نعمل علي انجازها خلال المدة المقبلة فإن 85 بالمئة من الأطفال يذهبون إلي الشارع بسبب العنف الأسري والتفكك والعوز المادي في حين نجد أن 15 بالمئة منهم يذهبون إلي الشارع بدافع من أسرهم، إذ شاهدنا أن هناك أسراً تدفع الأطفال إلي الشارع لعدم وجود دخل كاف لهذه الأسرة في ظل وجود البطالة المتفشية في المجتمع.

وفي بحثنا عن أي مكان يمكن أن يؤوي هؤلاء الأطفال في مدينة البصرة وجدنا أن كل ما يمكن أن يقال هو عدم وجود من يفكر بهذه الفئة الكبيرة من الطفولة الضائعة وسط زحام المشاكل السياسية والاقتصادية ودعاوي الإعمار التي ينادي بها المسؤولون الحكوميون، وهم في طريقهم للإهمال أو عدم التفكير بمن سيكمل هذه المشاريع إذا ما انتهت هذه الحكومة.

صمت… وشعارات خاوية

لم نجد في ظل هذه المشاريع التي يتحدث عنها المسؤولون سوي المركز المفتوح لرعاية أطفال الشوارع التابع لقسم رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في وزارة الشؤون الاجتماعية، وعن الأعمال التي يزاولها هذا المركز قال مدير قسم رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة توفيق مجيد الشاهين إن هناك أعمالاً يزاولها المركز من خلال استقطاب الأطفال الموجودين في الشوارع عن طريق تشجيعهم علي الانتساب وليس إجبارهم والبدء بعمليات إصلاح وتربية وتوعية لحجم الأخطار التي تنتابهم في حال بقائهم في الشارع هم وعوائلهم ومن ثم يقوم المركز بفرز هؤلاء الأطفال إلي فئات حسب الإمكانات أو الرغبة لتعلم مهنة معينة كالنجارة والحدادة والكهرباء.

وأضاف الشاهين: إذا كان الطفل متسرباً من الدراسة فهناك باحثون يقومون بتهيئة الطفل من خلال إعادته إلي المدرسة الابتدائية أو المتوسطة ومن ثم متابعته لتقليل احتمال هروبه مرة أخري من المدرسة.

وأضاف الشاهين يعاني المركز من تسرب هؤلاء الأطفال بشكل كبير جداً لأسباب عديدة ذلك لأن المركز لا يقوم بتقديم أي دعم مادي للطفل الذي هو بحاجة للمال بالدرجة الأولي فعندما كان الطفل في الشارع يكسب المال بطريقة سهلة جداً من خلال الجدية أو بيع بعض الأشياء البسيطة، نطلب منه بشكل مفاجئ عدم القيام بهذه الأعمال مباشرة ولكن عندما نطلب منه عدم القيام بهذه الأعمال مرة أخري مع عدم تمكننا من أن نقدم له بديلا عن هذه الأعمال لهذا نراه يهرب مرة أخري إلي الشارع .

ومن المثير في الموضوع أن الشاهين أشار إلي أن للمركز دواماً يومياً من الساعة الثامنة صباحاً وحتي الثانية عشرة ظهراً، أي أن المركز لا يوفر السكن والمأكل والملبس لهؤلاء الأطفال لعدم وجود الإمكانات المتاحة من قبل الوزارة. وبعد انتهاء الدوام الرسمي سوف يعود الأطفال إلي الشارع مرة أخري، وكأن المركز والتعلم فيه لم يكن.

لهذا أكد الشاهين أن عدد المتسربين من المركز أكبر من عدد المنتمين له، مضيفاً أن المركز قدم طلباً لوزارة الرعاية الاجتماعية لتوسيعه وزيادة ساعات الدوام الرسمي فيه حتي يتمكن المركز من إبقاء الأطفال لوقت أطول ضمن الرعاية التي يقدمها هذا المركز والعاملين فيه.

أين نذهب وسط هذه الأسنان السافرة؟

وأشار الشاهين إلي أن هؤلاء الأطفال جزء من المجتمع لا نستطيع أن نعالجهم خارج هذه المؤسسة المتكاملة، فلا يمكن أن نعدهم منحرفين. فإذا كان ثمة انحراف موجود فبالتأكيد هو من هذه المؤسسة التي بدأت بالاختلال من جراء عوامل كثيرة، قد يبدو أولها الأوضاع السياسية والأمنية، وليس آخرها الأوضاع الاقتصادية التي بدأت تأكل في أجساد المجتمع وتنخر عظامه، فبعد ثلاثة عشر عاماً من الحصار وتسلم الموظف في الدوائر الحكومية راتباً لا يتجاوز الخمسة عشر ألفاً في الوقت الذي يحتاج فيه علي أقل تقدير إلي مائة وخمسة آلاف لكي يتمكن من المعيشة في أبسط حياة، دخل العراقي حياة جديدة بعد اجتياح قوات التحالف الأراضي العراقية وإعلان الاحتلال الأميركي بعد التاسع من نيسان (أبريل) في العام 2003، ففي الأشهر الأولي بعد هذا الاجتياح بلغ دخل الفرد العراقي أكثر من (450) ألف دينار وهو ما يفوق الأمنية التي كانت لا تطلب أكثر من خبز وبصل والحمد لله ، الا أن انفتاح السوق العراقية أدي إلي ارتفاع الأسعار بشكل خرافي خلال مدة وجيزة، وهو ما أعاد الموظف والكاسب في الوقت نفسه إلي درجة أقل مما كان عليه أيام الحصار في تسعينيات القرن الماضي.

فضلا عن الآلاف من العوائل المهجرة التي جاءت لمدينة البصرة بسبب الأوضاع الأمنية السيئة في بغداد وديالي ومختلف المحافظات العراقية الأخري، والتي لم تجد مسكناً لها في ظل ارتفاع أسعار بدلات الإيجار في المدينة، وعدم وجود عمل ولو بسيط ليتمكنوا من حفظ كرامتهم من خلاله في ظل هذه الأوضاع الجديدة.

علي الجانب الآخر نجد من بلغت ثروتهم ما لا يصدق، ووصل الأمر بهم إلي استخدام الكثير من الفقراء عبيداً لهم لكي يتمكنوا من الحياة كما كان هارون الرشيد، وانحسار الطبقة الوسطي التي كانت تشكل الطبقة الكبيرة في المجتمع العراقي.

إنها مملكة بغداد تعاد من جديد، إنه السندباد يطفو من جديد علي مياه شط العرب والخليج العربي.

في ظل هذه الأوضاع استفحلت العصابات الجديدة، عصابات الحشيش والمخدرات، وعصابات البحث عن اللذة، فوجدت ضالتها في آلاف الأطفال الذين يفترشون الأرصفة ويأكلون مما يرمي في النفايات…

من يرمي قرشاً ليأكل أحد منهم سندويشاً من الفلافل الحارة؟ من ينزع معطفه ليغطي هذا الجسد الترف الذي لا يتحمل برد الشتاء الذي هب علينا مثل ريح عاصفة؟ من يفتح الأبواب لنا… نحن أطفال الشوارع القادمون؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حالة الأطفال المشردين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» براااااااااااااااااااااءة الأطفال في صور.............

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قافلة سيد القراء  :: مساحة حرّة-
انتقل الى: